أطفال غزة يعيدون الحياة بأناملهم لفن الفسيفساء

غزة

تعكف فتيات من قطاع غزة على تركيب قطع السيراميك الصغيرة، لإكمال لوحة فنية كبيرة من الفسيفساء، ويعكفن بإشراف مدرب فن تشكيلي على إنجاز سبع لوحات لا تقل الواحدة عن ثلاثة أمتار.
المبادرة جاءت من جمعية الثقافة والفكر الحر في محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، لتدريب الفتيات الصغار على فن الفسيفساء.
وقال الفنان التشكيلي محمد أبو لحية، الذي يشرف على تدريب الأطفال داخل الجمعية لوكالة “سبوتنيك”: “نقوم من خلال الجمعية على تدريب الفتيان والفتيات من سن 12 إلى 16 سنة على فن الفسيفساء، وقد أطلقنا مبادرة لإنجاز سبع لوحات تحمل بعدًا وطنيًا، وتحاكي التراث الفلسطيني”.
الفتيات الصغار أعجبن كثيرا بفن الفسيفساء والرسم، ما جعلهن يبدعن في تجسيد لوحات فلسطينية تراثية.
وقالت شرين الهور، لوكالة “سبوتنيك”: “لدي موهبة الرسم، وتوجهت لتعلم رسم الشخصيات، وانضممت إلى الجمعية لتطوير موهبتي وبدأت بتعلم فن الفسيفساء، فوجدته ممتع جدًا، وشكل إضافة نوعية في حياتي، خاصة وأن اللوحات التي ننجزها مهمة للغاية، فمنها ساحل البحر، وشجرة الزيتون، وطائر الشمس الفلسطيني، المرأة الفلسطينية باللباس التقليدي، والرجل الفلسطيني بزيه التقليدي، وهذه لوحات تجسد جزءا من التراث الفلسطيني”.

وأضافت ورود الهور: “واجهتني صعوبات كثيرة، منها تكسر قطع الكراميكا والسيراميك التي تحتاج جهدًا ودقة حتى تخرج متناسبة الطول والعرض، خاصة أن هذه القطع هي بديل للقطع الأصلية، والتي لا توجد في القطاع بسبب الحصار، لكني سعيدة لأني أشارك في إحياء جزء من تراث يتعرض للسرقة والتزوير من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وأتمنى إنجاز اللوحات السبع في وقت قصير، والمشاركة في معارض محلية ودولية”.

ويعود فن الفسيفساء لأيام السومريين ثم الرومان، فيما شهد العصر البيزنطي تطورًا كبيرًا في صناعة الفسيفساء، إذ دخل في صناعته الزجاج والمعادن، واستخدم بشكل كبير، في القرن الثالث والرابع الميلادي، باللون الأبيض والأسود، لتصوير حياة البحر والأسماك والحيوانات.
مواضيع ذات صلة