تأكيد الهجوم الجوي على سفينة “الضمير” وإخلاء الطاقم، ورفض ائتلاف أسطول الحرية لإجراء تحقيق

تأكيد الهجوم الجوي على سفينة "الضمير" وإخلاء الطاقم، ورفض ائتلاف أسطول الحرية لإجراء تحقيق

مالطا، 20 مايو 2025 – أعلن ائتلاف أسطول الحرية (FFC) عن تطورين مهمين عقب الهجوم الإسرائيلي بطائرة مسيرة على سفينة الضمير في المياه الدولية بتاريخ 2 مايو.

أولاً، نؤكد بارتياح أن الـ12 من أفراد الطاقم الذين بقوا عالقين في البحر قد عادوا بأمان إلى بلدانهم. بعد أكثر من أسبوعين من التأخير غير المبرر ورفض السماح لهم بالرسو، سمحت السلطات المالطية أخيرًا لهؤلاء المتطوعين بالنزول والمغادرة. لقد واجه هؤلاء المتطوعون ليس فقط صدمة الهجمات العسكرية الإسرائيلية غير المبررة، بل أيضًا خطر تعرضهم لهجمات إضافية أثناء بقائهم في البحر. عودتهم الآمنة تشهد على شجاعتهم وصبرهم والتزامهم الثابت بالتحدي ضد الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة.

ثانيًا، وبعد أسبوعين من المطالبات المستمرة، أصدرت السلطات المالطية أخيرًا تقرير الأضرار الناتجة عن الحادث البحري الخاص بسفينة الضمير. تؤكد النتائج حقائق رئيسية طالما أكدها الائتلاف منذ البداية:

  • تعرضت السفينة لهجومين جويين،

  • لم تقع أي انفجارات داخلية، جميع الأضرار ناجمة عن تأثيرات خارجية،

  • الحريق على السفينة نشب مباشرة نتيجة الغارات الجوية على السطح العلوي، مما أدى إلى سلسلة من الأعطال الهيكلية،

  • لم يتم العثور على مواد قابلة للاشتعال أو خطرة داخل السفينة قد تسبب أو تساهم في انفجار داخلي،

  • لم تكن هناك أسلحة على متن السفينة،

  • كانت هناك مساعدات إنسانية على متن السفينة، رغم أن التقرير لم يحدد كميتها.

ورغم هذه النتائج المهمة، لم تسمح السلطات المالطية والاتحاد الأوروبي حتى الآن بإجراء تحقيق جنائي دولي مستقل في حادثة الضمير، وهو مطلب كرره الائتلاف مرارًا. هذا الرفض لضمان الشفافية والمساءلة يثير قلقًا عميقًا.

إن قصف سفينة مدنية في أراضٍ أوروبية، دون إدانة دولية أو تحقيق جدي، يعكس نمطًا أوسع من العنف الإسرائيلي المتصاعد ضد المدنيين، الذي يُقابل بالصمت والتواطؤ من المجتمع الدولي. الهجوم على الضمير ليس حادثة معزولة، بل جزء من نمط طويل من الإفلات من العقاب يمتد الآن خارج حدود غزة.

وبينما نستعد لإطلاق عملنا القادم مع اليخت مدلين، نفعل ذلك بمعرفة واقعية أن سفننا المدنية تبقى عرضة للخطر في عالم يرفض كبح العدوان الإسرائيلي. ومع ذلك، نتحرك بعزم متجدد، لأن الفلسطينيين في غزة ما زالوا ينادون والعالم يجب أن يستجيب.

مع اقتراب الذكرى الخامسة عشرة للهجوم الإسرائيلي القاتل على سفينة مفي مرمرة (31 مايو 2010)، نتذكر القتل الوحشي لعشرة متطوعين إنسانيين، وإصابة واختطاف العديد، وفشل المجتمع الدولي المستمر في تحقيق العدالة والمساءلة. ذلك اليوم المأساوي محفور في ذاكرتنا الجماعية ويعزز عزمنا على منع تكرار هذا العنف.

الهجوم على الضمير، كما كل الهجمات السابقة على سفن أسطولنا، لن يردعنا. يظل ائتلاف أسطول الحرية مصممًا على كسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني واللاإنساني على غزة. ستبحر مدلين قريبًا لتتحدى الحصار الإجرامي وتساعد في إقامة ممر بحري إلى غزة لا يخضع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي. وقد سُميت على اسم صيادة مشهورة في غزة، وتعكس مدلين التزامنا بالمقاومة السلمية والتضامن.

يدعو الائتلاف الحكومات إلى ضمان مرور آمن لسفننا والالتزام بالقانون الدولي، مؤكدًا نداء خبراء الأمم المتحدة العام الماضي. كما يحث وسائل الإعلام والمجتمع المدني على تعزيز هذا النداء ومحاسبة إسرائيل على جرائم الحرب المستمرة. ويطالب جميع أصحاب الضمائر حول العالم بالوقوف مع الشعب الفلسطيني، ورفع أصوات التضامن، والضغط على حكوماتهم لوقف التواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني الذي استمر لعقود، والحصار القاتل على غزة، والإبادة الجماعية التي تتكشف.

لن نتوقف، سنواصل أعمالنا المباشرة السلمية حتى يُرفع الحصار وتتحرر فلسطين.

مواضيع ذات صلة