سفينة مادلين: رسالة تضامن مع غزة وإصرار على كسر الحصار
زاهر بيراوي May 31, 2025
ستبحر يوم غد الاحد 1 يونيو من ميناء كتانيا في صقلية (إيطاليا) سفينة صغيرة من سفن تحالف أسطول الحرية الدولي أطلق عليها التحالف اسم “مادلين” تكريما لصيادة السمك الفلسطينية مادلين كٌلاب التي تعتبر اصغر صيادة محترفة في العالم والوحيدة في فلسطين. كما تحمل السفينة عددا من النشطاء الدوليين ومساعدات انسانية رمزية بهدف إيصالها إلى غزة. والأهم من ذلك أنها تحمل رسالة التضامن مع غزة ورسالة تحد وإصرار على استمرار الجهود الشعبية لكسر الحصار عن قطاع غزة وتأكيدا على حق الفلسطينيين الساسي بالتواصل مع العالم عبر البحر وحقهم باستحداث ممر إنساني لادخال المساعدات ومستلزمات الاغاثة خلال حرب الابادة التي تشنها دولة الاحتلال الاسرائيلي على غزة.
ويأتي إبحار هذه السفينة بعد أقل من شهر على الاعتداء بطائرة اسرائيلية مسيرة على سفينة “الضمير” في المياه الدولية قبالة السواحل المالطية والتي كانت في طريقها إلى غزة.
“سفينة مادلين” دعوة لكسر الحصار عن غزة
رسالتنا كلجنة دولية لكسر الحصار عن غزة وكعضو مؤسس في تحالف أسطول الحرية الدولي وكحركات تضامنية دولية هي اولا لأهلنا في غزة. مفادها أننا كنشطاء دوليين وكفلسطينيين في المهجر وضمن مجموعات العمل التضامني نؤكد بأن مشاعر التقصير والخذلان وقلة الحيلة تثقل كاهلنا وتكاد تقتلنا . ولكننا نجتهد ونحاول ضمن ما نملك ونستطيع (في كل المجالات الممكنة حيث نقيم) مع المتضامنين من اصدقاء فلسطين والمدافعين عن غزة والرافضين لجرائم الاحتلال ونرفع الصوت عاليا بأننا معكم وأننا نجتهد في فرض حالة شعبية مؤثرة ترفض الحرب وتطالب بفتح المعابر وادخال المساعدات الاغاثية ومستلزمات الحياة للأهل في غزة ، فهذا أقل الواجب تجاه من يضحون بأنفسهم وكل ما يملكون من أجل الحرية والكرامة ومن أجل الوطن والمقدسات. وأما الرسالة الثانية فهي للتأكيد بأن استهداف سفن كسر الحصار والقرصنة الاسرائيلية في المياه الدولية لن تثنينا عن الاستمرار في محاولة كسر الحصار والضغط لفتج المعابر وادخال المساعدات ومستلزمات الحياة.

“ونحن نقوم بهذا العمل الذي لا يخلو من المخاطرة فاننا نعلم حجم الجرائم التي ترتكبها دولة الفصل العنصري والاستعمار الإحلالي ودولة المستوطنات ورأس حربة المشروع الصهيوني والامبريالي المسماة إسرائيل. ولكن هذه الجرائم لن تمنعنا من القيام بواجبنا الانساني. ونقول لدولة الاحتلال ان هذه الجرائم لن تحقق للشعب الاسرائيلي السلام والاستقرار في المنطقة. فلا سلام الا بإنهاء الاحتلال وإعادة الأرض والحقوق لأهلها”.
سفينتنا الصغيرة مادلين ستبحر وعلى متنها عددا محدودا من النشطاء الدوليين الذين يرفضون السكوت والخضوع ولا يقبلون باستمرار جرائم الاحتلال ولا يقبلون بمواقف دولهم التي مازالت لا تحرك ساكنا، ولا تقوم باجراءات حقيقية لوقف الحرب. بل ان كثيرا منها شركاء في الجريمة عبر السكوت وعبر تزويد الاحتلال باشكال الدعم العسكري والسياسي والحصانة لهذه الدولة المارقة على القانون.
سفينتنا “مادلين” تحمل على متنها مع النشطاء رسالة الحب والسلام والدعم لأهلنا في غزة ورسالة الاحتجاج على كل دول العالم التي تسكت على بقاء هذا الحصار وعلى منع ادخال الطعام واساسيات الحياة لاكثر من مليوني فلسطيني في غزة.
وهي ترسل برسالة خاصة لدول الجوار التي لا يفصلها عن غزة وفلسطين الا قرارات الحكام ومواقف الخذلان والخوف على العروش من الرئيس الأمريكي الهائج ترامب ورئيس عصابته ومندوبه في الشرق الاوسط نتنياهو.
وهذه السفينة “مادلين” وغيرها من سفن كسر الحصار تقول أيضا لحكام العرب والمسلمين : يا حيف. فلا يليق بنخوة العرب والمسلمين هذا الصمت وهذا الخذلان للأهل والجيران؟ ما الذي سيسجله التاريخ عن مواقفكم في هذه المرحلة الأكثر حرجا في تاريخ القضية والمنطقة برمتها؟
ولكن خذلان الحكام لغزة وعجزهم غير المسبوق لا يعفي الشعوب من المسؤولية الانسانية ومن واجب التحرك كل حسب ظرفه ووسعه. فلا يمكن لانسان لديه كرامة ومشاعر إنسانية ان يقف متفرجا على ما يجري لأهلنا في غزة، فما بالكم لو كان عربيا ومسلما ولا تبعد عنه غزة العزة والتضحية الا مرمى العصا!!
حراك شعبي قوي لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة
