سيناريوهات جيش الاحتلال للتعامل مع سفينة “مادلين” وسط تهديدات بالاعتراض أو القصف

البحر الأبيض المتوسط – ٥ يونيو ٢٠٢٥
أعلنت مصادر أمنية إسرائيلية أن سلطات الاحتلال قررت عدم السماح لسفينة “مادلين”، التي تبحر حاليًا من إيطاليا نحو قطاع غزة، بالوصول أو الرسو في سواحل القطاع المحاصر، رغم أنها تحمل على متنها 12 ناشطًا دوليًا في مجال حقوق الإنسان، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ.

ومن المتوقع أن تصل السفينة إلى المياه القريبة من غزة خلال أربعة إلى خمسة أيام، في مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من ١٨ عامًا.

وكانت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قد ناقشت في وقت سابق خيار السماح للسفينة بالدخول وترك النشطاء داخل غزة، باعتبار أن السفينة لا تُشكّل خطرًا أمنيًا مباشرًا. إلا أن القيادات السياسية والعسكرية قررت في نهاية المطاف رفض الاقتراب “لمنع خلق سابقة قد تكسر الحصار المفروض منذ سنوات”.

ومن المرتقب أن يعقد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (أو “كاتس” بحسب المصادر العبرية) اجتماعًا عاجلًا يوم غد لاتخاذ قرار نهائي بشأن مصير السفينة وركّابها. ومن بين السيناريوهات المطروحة:

• اعتراض السفينة ومنعها من دخول المياه الإقليمية وتركها في عرض البحر.

• السيطرة عليها عسكريًا واقتيادها إلى ميناء أشدود، ومن ثم اعتقال النشطاء وترحيلهم، كما حدث في بعثات سابقة.

في المقابل، حذّر الناشط البرازيلي ثياغو أفيلا، عضو لجنة توجيه أسطول الحرية والمشارك على متن “مادلين”، من احتمالية تعرّضهم لهجوم مشابه لما حدث قبل شهر حين تم قصف سفينتهم السابقة “الضمير” في مالطا، أو كما حدث قبل ١٥ عامًا حين تم إعدام ناشطين على متن سفينة “مرمرة” التركية.

وقال أفيلا:

“قد يقصفوننا، أو يسيطرون على السفينة بالقوة ويسحبوننا إلى ميناء أشدود، ثم إلى السجن، ويقومون لاحقًا بترحيل من يفرج عنهم. لقد فعلوا ذلك في بعثات سابقة، لكن هذا لن يوقف موجة التضامن العالمي التي يقودها الإيمان بأن الأطفال لا يجب أن يُتركوا ليموتوا جوعًا، وأن لا شعب يجب أن يُحاصر ١٨ عامًا ويُباد طيلة ٨ عقود. يمكنهم إيقاف سفينة، لكنهم لا يستطيعون إيقاف فكرة متجذّرة في قلوب وعقول مليارات البشر حول العالم. ولهذا لن نتراجع أمام تهديداتهم، وسنواصل التوجّه نحو غزة لكسر الحصار وفتح ممر إنساني بحري للشعوب.”