كلمة جوناثان ميتشانيك حول الهجوم على الضمير

أصدقائي،
أول أمس، تعرضت سفينة الضمير التابعة للأسطول غزة و Freedom Flotilla Coalition لهجوم في المياه الدولية على بُعد 12 ميلًا بحريًا من مالطا. إنه هجوم شنيع تمامًا على مبادرة إنسانية في ظل إبادة جماعية ومجاعة جارية في غزة. الهجوم المروع الذي تعرض له رفاقنا على متن Conscience هو عمل جبان، لكن يجب أن نذكّر أن أكثر من مليوني فلسطيني في غزة يتعرضون يوميًا لإرهاب أسوأ بكثير!
اليوم مرّ 63 يومًا منذ وصول آخر قافلة مساعدات إلى غزة. وعلى مدى شهرين، يكافح السكان لمواجهة نقص المياه ونفاد الإمدادات بينما تستمر القنابل في السقوط بلا توقف، ويرتفع عدد القتلى يومًا بعد يوم.

لقد خططنا لشهور للإبحار إلى غزة لكسر الحصار وفتح ممر إنساني يمكنه تسهيل وصول الإمدادات العاجلة. يوم الجمعة الماضي، كان من المقرر أن يركب أكثر من 40 ناشطًا من 21 دولة مختلفة على متن سفينة Conscience للانطلاق نحو غزة. لكن بعد منتصف الليل بقليل، تعرضت السفينة لهجوم. هناك العديد من التفاصيل التي لا تزال بحاجة للتحقيق، لكن سأحاول عرض تسلسل الأحداث:

00:10 الثاني من مايو: وقع الانفجار الأول، مما أدى إلى تدمير المولد الكهربائي وانقطاع الاتصالات فورًا.
خلال دقيقتين، وقع انفجار ثانٍ في مقدمة السفينة تسبب بحريق. سمعت الطاقم أصوات أزيز، ظنّوها طائرات مسيّرة. تسببت الأضرار بتسرب المياه إلى السفينة.

أرسل الطاقم نداء استغاثة عبر الراديو. في الوقت نفسه، سمعوا صوتًا عبر الراديو يحاول تقليد السفينة قائلاً: “هنا Conscience، كل شيء بخير”.
01:09 وصلت قاطرة إلى الموقع وساعدت في إخماد الحريق.

عرضت القاطرة على طاقم السفينة المكوّن من 12 شخصًا و6 متطوعين أن تُقلّهم إلى مالطا. لكن، خوفًا من فقدان السفينة، رفضوا العرض.
04:10 وصلت إلينا أولى التقارير عن الهجوم في مالطا وتم إرسالها إلى العالم، الذي استجاب بإدانته.

لاحقًا، ظهرت تقارير عن تحليق طائرة عسكرية إسرائيلية من طراز C-130 Hercules على ارتفاع 1500 متر فوق موقع السفينة لمدة ثلاث ساعات ونصف تقريبًا، خارج المجال الجوي المالطي مباشرة.
طلب الطاقم الإذن بالرسو في مالطا، لكن الحكومة المالطية رفضت بحجة عدم وجود الوثائق اللازمة، وأن الأشخاص على متنها رفضوا مسبقًا عرض الإجلاء.

ما زلنا هنا حتى الآن. رفاقنا على متن Conscience لا يزالون عالقين قبالة سواحل مالطا وهم بحاجة ماسة للمساعدة لسحب السفينة إلى الميناء لإصلاح الأضرار. الخطر لم ينتهِ بعد، ونواصل العمل المكثف لحث الجهات المحلية على التدخل.

لا حدود لما يمكن أن تفعله إسرائيل لعرقلة وصول المساعدات الضرورية إلى غزة. لقد فجّروا للتو سفينتنا، وحكومات أوروبا صامتة أمام هذا الاعتداء. لا إدانات، لا بيانات، ولا دعوات للتحرك. عندما تعاني فلسطين، نحن — الشعوب — من يتحرك! نحن من نتحدى الاحتلال، ونحن من نرفض السماح بموت فلسطين!

أود أن أشكر كل من حضر اليوم على دعمكم الذي لا ينتهي. إن Ship to Gaza كانت ولا تزال جزءًا مهمًا من هذا المشروع، وما زلنا في منتصف الطريق! ساعدونا الآن عبر نشر خبر Conscience ومحاولة كسر الحصار. ساعدونا عبر التبرع لـ Ship to Gaza والانضمام كأعضاء. تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على آخر التحديثات حول Conscience والتحقيقات حول الهجوم. في الساعة الرابعة اليوم ستُعقد مؤتمر صحفي سيقدم فيه الفريق المتواجد بالموقع مزيدًا من التفاصيل عن الوضع.

نحن واقفون أقوياء ومتحدون ضد هذا الهجوم المروع الذي يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ونحن مصممون على الإبحار إلى غزة. يجب أن تنتهي الحصانة الإسرائيلية! يجب أن ينتهي الحصار! يجب أن ينتهي الاحتلال!